التفاسير

< >
عرض

فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
٤٧
-الحاقة

الدر المصون

قوله: { حَاجِزِينَ }: فيه وجهان، أحدُهما: أنه نعتٌ لـ "أحد" على اللفظِ، وإنما جُمع على المعنى؛ لأنَّ "أحداً" يَعُمُّ في سياقِ النفي كسائرِ النكراتِ الواقعة في سياقِ النفي، قاله الزمخشريُّ والحوفيُّ، وعلى هذا فيكون "منكم" خبراً للمبتدأ، والمبتدأ "مِنْ أحدٍ" زِيْدَتْ فيه "مِنْ" لوجود شرطَيْها. وضَعَّفه الشيخُ: بأنَّ النفيَ يتسَلَّطُ على كَيْنونتِه منكم، والمعنى إنما هو على نفي الحَجْزِ عَمَّا يُراد به. والثاني: أَنْ يكونَ خبراً لـ "ما" الحجازية و "مِنْ أحد" اسمُها، وإنما جُمعَ الخبرُ لِما تقدَّم، و "منكم" على هذا حالٌ؛ لأنه في الأصلِ صفةٌ لـ "أحد" أو يتعلَّقُ بـ "حاجِزين". ولا يَضُرُّ ذلك؛ لكونِ معمولِ الخبرِ جارّاً، ولو كان مفعولاً صريحاً لامتنع. لا يجوز: "ما طعامَك زيدٌ آكلاً" أو يتعلَّقُ بمحذوفٍ على سبيل البيان. و "عنه" متعلِّقٌ بـ "حاجزين" على القولَيْن، والضميرُ للمتقوِّلِ أو للقَتْلِ المدلولِ عليه بقولِه: "لأَخَذْنا"، "لَقَطَعْنا".