التفاسير

< >
عرض

يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ
١١
-المعارج

الدر المصون

قوله: { يُبَصَّرُونَهُمْ }: عُدِّي بالتضعيفِ إلى ثانٍ وقام الأولُ مَقامَ الفاعلِ. وفي محلِّ هذه الجملةِ وجهان،/ أحدُهما: أنَّها في موضعِ الصفةِ لحَميم. والثاني: أنها مستأنفةٌ. قال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: ما موقعُ "يُبَصَّرُونْهم"؟ قلت: هو كلامٌ مستأنفٌ، كأنَّه لَمَّا قال: لا يَسْأل حَميمٌ حَميماً قيل: لعلَّه لا يُبَصَّرُه. فقيل: يُبَصَّرُونهم". ثم قال: "ويجوزُ أَنْ يكونَ "يُبَصَّرُونهم" صفةً، أي: حميماً مُبَصَّرين مُعَرِّفين إياهم" انتهى. وإنما جُمِع الضميران في "يُبَصَّرُونهم" وهما للحميمَيْن حَمْلاً على معنى العموم لأنهما نكرتان في سياقِ نَفْي. وقرأ قتادةُ "يُبْصِرُونهم" مبنياً للفاعل مِنْ أَبْصَرَ، أي: يُبْصِرُ المؤمنُ الكافرَ في النار. وتقدَّمَتْ القراءةُ في "يومئذٍ" فتحاً وجَرَّاً في هود. والعامَّةُ على إضافة "عذاب" لـ "يَوْمِئذ"، وأبو حيوةَ بتنوينِ العذاب، ونَصْبِ "يَوْمئذٍ" على الظرف. وقال الشيخ هنا: "الجمهورُ بكسرِها، أي: ميم يومِئذ، والأعرج وأبو حيوة بفتحِها" انتهى. وقد تقدَّم أنَّ الفتح قراءةُ نافعٍ والكسائيِّ.