التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً
٨
-الجن

الدر المصون

قوله: { فَوَجَدْنَاهَا }: فيها وجهان، أظهرُهما: أنَّها متعدِّيَةٌ لواحدٍ؛ لأنَّ معناها أصَبْنا، وصادَفْنا، وعلى هذا فالجملةُ مِنْ قولِه "مُلِئَتْ" في موضعِ نصبٍ على الحال. والثاني: أنَّها متعدِّيةٌ لاثنينِ، فتكونُ الجملةُ في موضعِ المفعولِ الثاني.
"وحَرَساً" منصوبٌ على التمييزِ نحو: "امتلأ الإِناءُ ماءً". والحَرَسُ اسمُ جمع لـ حارِس نحو: خَدَم لخادِم، وغَيَب/ لغائِب، ويُجْمَعُ تكسيراً على أحْراس، كقولِ امرىء القيس:

4348ـ تجاوَزْتُ أَحْراساً وأهوالَ مَعْشَرٍ عليَّ حِراصٍ لو يُشِرُّون مَقْتلي

والحارس: الحافظُ الرقيبُ، والمصدرُ الحِراسةُ. و "شديداً" صفةٌ لـ حَرَس على اللفظِ، كقوله:

4349ـ أخشى رُجَيْلاً ورُكَيْباً عادِياً

ولو جاءَ على المعنى لقيل: شِداداً بالجمع.
وقوله: { وَشُهُباً } جمعُ شِهاب كـ كِتاب وكُتُب. وهل المرادُ النجومُ أو الحَرَسُ أنفسُهم؟ وإنما عَطَفَ بعضَ الصفاتِ على بعضٍ عند تغايُرِ اللفظِ كقولِه:

4350ـ ...................................... أتى مِنْ دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ

وقرأ الأعرج "مُلِيَتْ" بياءٍ صريحةٍ دونَ همزةٍ. ومقاعِد جمعُ مَقْعَد اسمَ مكان.