التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ
٤٣
-المدثر

الدر المصون

قوله: { لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ }: هذا هو الدالُّ على فاعلِ سَلَكَنا كذا الواقعِ جواباً لقولِ المؤمنين لهم: ما سلككم؟ التقدير: سَلَكَنا عدمُ صَلاتِنا وكذا وكذا. وقال أبو البقاء: "هذه الجملةُ سَدَّتْ مَسَدَّ الفاعلِ وهو جوابُ ما سَلَككم" ومرادُه ما قَدَّمْتُه. وإنْ كانَ في عبارتِه عُسْرٌ.
وأدغم أبو عمروٍ "سَلَككم" وهو نظيرُ
{ مَّنَاسِكَكُمْ } [البقرة: 200] وقد تقدَّم ذلك في البقرة. وقوله "ما سَلَكَكُم" يجوزُ أَنْ يكونَ على إضمار القولِ، وذلك القولُ في موضع الحال، أي: يتساءَلون عنهم، قائلين لهم: ما سلككم؟ وقال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: كيف طابَقَ قولُه "ما سلككُمْ" وهو سؤالُ المجرمين قولَه "يتساءَلون عن المجرمين" وهو سؤالٌ عنهم، وإنما كان يتطابق ذلك لو قيل: يتساءلون المجرمين ما سلككم؟ قلت: قولُه "ما سلككم" ليس ببيانٍ للتساؤلِ عنهم، وإنما هي حكايةُ قولِ المسؤولين عنهم؛ لأن المسؤولين يُلْقُون إلى السَّائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين فيقولون: قلنا لهم ما سلككم؟