التفاسير

< >
عرض

فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ
٣١
-القيامة

الدر المصون

قوله: { فَلاَ صَدَّقَ }: "لا" هنا دَخَلَتْ على الماضي، وهو مُسْتفيضٌ في كلامِهم بمعنى: لم يُصَدِّق ولم يُصَلِّ. قال:

4421ـ إنْ تَغْفِر اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا وأيُّ عبدٍ لكَ لا ألَمَّا

وقال آخر:

4422ـ وأيُّ خَميسٍ لا أَفَأْنا نِهابَه وأسيافُنا مِنْ كَبْشِه تَقْطُر الدِّما

واستدلَّ بعضُهم أيضاً على ذلك بقولِ امرِىء القيس:

4423ـ كأنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُوْنِه عُقابُ تَنُوْفَى لا عُقابُ القواعِلِ

/ فقوله: "لا عُقابُ" عطفٌ على "عُقابُ تَنُوفَى" وهو مرفوعٌ بحلَّقَتْ، وفي البيتَيْنِ الأَوَّلَيْنِ غُنْيَةٌ عن هذا.
وقال مكي: "لا" الثانيةُ نفيٌ، وليسَتْ بعاطفةٍ، ومعناه: فلم يُصَدِّقْ ولم يُصَلِّ". قلت: كيف يُتَوَهَّمُ العطفُ حتى يَنْفِيَه؟ وجعل الزمخشريُّ { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } عطفاً على الجملة مِنْ قولِه: { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } قال: "وهو معطوفٌ على قوله: "يَسْأل أيَّان"، أي: لا يُؤْمِنُ بالبعثِ فلا صَدَّقَ بالرسول والقرآن"، واستبعده الشيخ.