التفاسير

< >
عرض

وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ
٩
يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ
١٠
-القيامة

الدر المصون

قوله: { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ }: لم تَلْحَقْ علامةُ تأنيثٍ؛ لأنَّ التأنيثَ مجازيٌّ. وقيل: لتغليبِ التذكيرِ. وفيه نظرٌ؛ لو قلت: "قام هندٌ وزيدٌ" لم يَجُزْ عند الجمهورِ من العربِ. وقال الكسائيُّ: "حُمِل على معنى: جُمِعَ "النَّيِّران". و "يقولُ الإِنسانُ" جوابٌ "إذا" مِنْ قولِه: { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ }. و "أينَ المفرُّ" منصوبُ المحلِّ بالقولِ: والمَفَرُّ: مصدرٌ بمعنى الفِرار. وهذه هي القراءةُ المشهورة.
وقرأ الحَسَنان ابنا علي رضي الله عنهم وابنُ عباس والحسن ابن زيد في آخرين بفتح الميمِ وكسرِ الفاءِ، وهو اسمُ مكانِ الفرارِ أي: أين مكانُ الفِرار؟ وجَوَّزَ الزمخشريُّ أَنْ يكونَ مصدراً. قال: "كالمَرْجِعِ. وقرأ الحسنُ عكسَ هذا أي: بكسرِ الميمِ وفَتْحِ الفاءِ، وهو الرجلُ الكثيرُ الفِرارِ، وهذا كقولِ امرىءِ القَيْسِ يَصِف جَوادَه:

4411ـ مِكَّرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً كجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السيلُ مِنْ عَلِ

وأكثرُ استعمالِ هذا الوزنِ في الآلاتِ.