التفاسير

< >
عرض

يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً
٧
-الإنسان

الدر المصون

قوله: { يُوفُونَ }: يجوز أَنْ يكونَ مستأنفاً لا محلَّ له البتةَ، ويجوزُ أَنْ يكونَ خبراً لكان مضمرةً، قال الفراء: "التقديرُ: كانوا يُوْفُوْن بالنَّذْر في الدنيا، وكانوا يخَافون" انتهى. وهذا ما لا حاجةَ إليه. الثالث: أنه جوابٌ لمَنْ قال: ما لم يُرْزَقون ذلك؟. قال الزمخشري: "يُوْفُوْن" جوابُ مَنْ عَسَى يقول: ما لم يُرْزَقون ذلك"؟ قال الشيخ: "واستعمل "عَسَى" صلةً لمَنْ وهو لا يجوزُ، وأتى بالمضارع بعد "عَسَى" غيرَ مقرونٍ بـ "أَنْ"/ وهو قليلٌ أو في الشعر".
قوله: { كَانَ شَرُّهُ } في موضع نصبٍ صفةً لـ "يَومْ". والمُسْتَطِير: المنتشر يُقال: استطار يَسْتطير اسْتِطارَةً فهو مُسْتَطير، وهو استفعل من الطَّيران قال الشاعر:

4443ـ فباتَتْ وقد أسْأَرَتْ في الفؤا دِصَدْعاً عل نَأْيِها مُسْتطيرا

وقال الفراء: "المُسْتطير: المُسْتطيل". قلت كأنه يريدُ أنه مِثْلُه في المعنى، لا أنه أَبْدَل من اللامِ راءً. والفجرُ فجران: مستطيلٌ كذَنَبِ السِّرحان وهو الكاذِبُ، ومُسْتطيرٌ وهو الصادِقٌ لانتشارِه في الأُفُق.