التفاسير

< >
عرض

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٥
-المرسلات

الدر المصون

قوله: { وَيْلٌ }: مبتدأٌ، سَوَّغ الابتداءَ به كونُه دعاءً. وقال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: كيف وقعَتِ النكرةُ مبتدأً في قولِه: "ويَلٌ"؟ قلت: هو في أَصْلِهِ مصدرٌ منصوبٌ سادٌّ مَسَدَّ فِعْلِه، ولكنه عُدِل به إلى الرفعِ للدلالةِ على ثباتِ معنى الهلاكِ ودوامِه للمدعُوِّ عليهم. ونحوُه { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } [الأنعام: 54] ويجوز: وَيْلاً له بالنصبِ، ولكن لم يُقْرَأْ به". قلت: هذا الذي ذكره ليس من المُسَوِّغاتِ التي عَدَّها النَّحْويون، وإنما المُسَوِّغُ ما ذكرْتُه لك مِنْ كونه دعاءً. وفائدةُ العدولِ إلى الرفع ما ذكره. و "يومئذٍ" ظرفٌ للوَيْل. وجَوَّز أبو البقاء أَنْ يكونَ صفةً لـ "وَيْلٌ" و "للمُكَذِّبين" خبرُه.