التفاسير

< >
عرض

عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ
١
-النبأ

الدر المصون

قوله: { عَمَّ }: قد تقدَّم أن البزيَّ يُدخل هاءَ السكتِ عوضاً من ألف "ما" الاستفهاميةِ في الوقف. ونُقِلَ عن ابن كثير أنه يَقرأ "عَمَّه" بالهاء وَصْلاً، أجرى الوصل مُجرى الوقف. وقرأ عبد الله وأُبَيّ وعكرمة "عَمَّا" بإثبات الألفِ. وقد تقدَّم أنه يجوزُ ضرورةً أو في قليلٍ من الكلام. ومنه:

4464ـ على ما قامَ يَشْتِمُني لَئيمٌكخِنْزيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ

/ وتقدم أنَّ الزمخشريَّ جَعَلَ منه { بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي } في يس [الآية: 27]. و "عَمَّ" فيه قولان، أحدُهما: ـ وهو الظاهرُ ـ أنَّه متعلِّقٌ بـ "يتساءلون" هذا الظاهرِ. قال أبو إسحاق:" الكلامُ تامٌّ في قوله: "عَمَّ يتساءلون"، ثم كان مقتضى القول أن يُجيبَ مُجيبٌ، فيقولَ: يتساءلون عن النبأ العظيم، فاقتضى إيجازُ القرآنِ وبلاغتُه أَنْ يبادِرَ المحتَجُّ بالجوابِ التذي تقتضيه الحالُ والمحاورةُ اقتضاباً للحُجَّة، وإسراعاً إلى مَوْضِعِ قَطْعِهم". والثاني: أنَّه متعلِّقٌ بفعلٍ مقدرٍ ويتعلَّقُ { عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } بهذا الفعلِ الظاهرِ. قال الزمخشري: "وعن ابن كثيرٍ أنه قرأ "عَمَّهْ" بهاءِ السَّكْتِ. ولا يَخْلو: إمَّا أَنْ يجريَ الوصلُ مَجْرى الوقفِ، وإمَّا أَنْ يقفَ ويَبْتَدِىءَ { يَتَسَآءَلُونَ عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } على أَنْ يُضْمَرَ "يتساءلون"؛ لأنَّ ما بعده يُفَسِّرُه كشيءٍ يُبْهَمُ ثم يُفَسَّرُ".