التفاسير

< >
عرض

فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ
٢٥
-النازعات

الدر المصون

قوله: { نَكَالَ ٱلآخِرَةِ }: يجوزُ أَنْ يكونَ مصدراً لـ "أَخَذَ"، والتجوُّزُ: إمَّا في الفعل، أي: نَكَّل بالأَخْذِ نَكالَ الآخرةِ، وإمَّا في المصدر، أي: أَخَذَه أَخْذَ نَكالٍ. ويجوزُ أَنْ يكونَ مفعولاً له، أي: لأجل نَكالِه. ويَضْعُفُ جَعْلُه حالاً لتعريفِهِ، وتأويلُه كتأويلِ جَهْدَك وطاقَتَك غيرُ مَقيس. ويجوزُ أَنْ يكونَ مصدراً مؤكِّداً لمضمونِ الجملةِ المتقدِّمةِ، أي: نَكَّل الله به نَكالَ الآخرةِ، قاله الزمخشري، وجعله كـ { وَعْدَ ٱللَّهِ } } [النساء: 122] و { { صِبْغَةَ ٱللَّهِ } [البقرة: 138]. والنَّكالُ: بمنزلةِ التَّنْكيل، كالسَّلام بمعنى التَّسْليم. والآخرةُ والأولى: "إمَّا الداران، وإمَّا الكلمتان، فالآخرةُ قولُه: { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [النازعات: 24]، والأولى: { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [القصص: 38] فحُذِفَ الموصوفُ للعِلْم به.