التفاسير

< >
عرض

أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ
٢
-عبس

الدر المصون

قوله: { أَن جَآءَهُ }: فيه وجهان، أحدُهما: أنه مفعولٌ من أجلِه، وناصبُه: إمَّا "تَوَلَّى" وهو قولُ البَصْريين، وإمَّا "عَبَسَ" وهو قولُ الكوفيين. والمختارُ مذهبُ البَصْريين لعَدَمِ الإِضمارِ في الثاني، وقد عَرَفْتَ تحقيقَ هذا فيما تقدَّم مِنْ مسائلِ التنازع. والتقدير: لأَنْ جاءَه الأعمى فَعَلَ هذَيْنِ الفِعلَيْنِ. والخلافُ في موضع "أَنْ" بعد حَذْفِ الجارِّ مشهورٌ. وقيل: "أَنْ" بمعنى "إذ" نقله مكي.
وقرأ زيدُ بنُ عليّ "عَبَّس" بالتشديد. والعامَّةُ على "أنْ" بهمزةٍ واحدةٍ. وزيد بن علي وعيسى وأبو عمران الجوني بهمزتَيْن. وقال الزمخشري: "وقُرِىء آأنْ بهمزتين وبألفٍ بينهما، وُقِفَ على "عَبَس وتولَّى" ثم ابْتُدِىء على معنى: ألأَنْ جاءَه الأعمى فَعَل ذلك".