التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ
٢٠
-عبس

الدر المصون

قوله: { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ }: يجوزُ أَنْ يكونَ الضميرُ للإِنسانِ. والسبيل ظرفٌ، أي: يَسَّر للإِنسان الطريقَ، أي: طريق الخيرِ والشرِّ كقولِه: { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } [البلد: 10]. وقال أبو البقاء: "ويجوز أن ينتصِبَ بأنه مفعولٌ ثانٍ لـ يَسَّره، والهاء للإِنسان، أي: يَسَّره السبيلَ، أي: هداه له". قلت: فلا بُدَّ مْن تضمينِه معنى أَعْطى حتى يَنْصِبَ اثنين، أو يُحْذفُ حرفُ الجرِّ، أي: يَسَّره للسبيل، ولذلك قَدَّره بقولِه: هداه له. ويجوزُ أَنْ يكون "السبيل" منصوباً على الاشتغال بفعلٍ مقدرٍ، والضميرُ له، تقديره: ثم يَسَّر السبيلَ يَسَّره، أي: سَهَّله للناسِ كقوله: { أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } [طه: 50]، وتقدَّم مثلُه في قولِه: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ } [الإِنسان: 3].