التفاسير

< >
عرض

وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٢
-الانشقاق

الدر المصون

قوله: { وَأَذِنَتْ }: عَطْفٌ على "انْشَقَّتْ"، وقد تقدَّم أنه جوابٌ على زيادةِ الواوِ، ومعنى "أَذِنَتْ"، أي: استمعَتْ أَمْرَه. يُقال: أَذِنْتُ لك، أي: استمَعْتُ كلامَك. وفي الحديث: "ما أَذِن اللَّهُ لشيءٍ إذْنَه لنبيٍّ يتغَنَّى بالقرآن" . وقال الشاعر:

4521ـ صُمٌّ إذا سَمِعوا خيراً ذُكِرْتُ به وإن ذُكِرْتُ بسُوْءٍ عندهم أَذِنوا

وقال آخر:

4522ـ إنْ يَأْذَنُوا رِيْبةً طاروا بها فَرَحاً وما هُمُ أَذِنُوا مِنْ صالحٍ دَفَنوا

وقال الجحَّافُ بنُ حكيم:

4523ـ أَذِنْتُ لكمْ لَمَّا سَمِعْتُ هريرَكُمْ ........................

والاستعارةُ المذكورةُ في قولِه تعالى: { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [فصلت: 11] أو الحقيقةُ عائدٌ ههنا.
قوله: { وَحُقَّتْ } الفاعلُ في الأصلِ هو اللَّهُ تعالى، أي: حَقَّ اللَّهُ عليها ذلك، أي: بسَمْعِه وطاعتِه. يُقال: هو حقيقٌ بكذا وتَحَقَّق به، والمعنى: وحُقَّ لها أَنْ تفعلَ.