التفاسير

< >
عرض

يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ
٧
-الطارق

الدر المصون

قوله: { وَٱلتَّرَآئِبِ }: جمع تَريبة. وهي مَوْضِعُ القِلادةِ من عظامِ الصدرِ؛ لأنَّ الولدَ مخلوقٌ مِنْ مائهما، فماءُ الرجل في صُلْبه، والمرأةُ في ترائبِها، وهو معنى قولِه: { مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } بالإِنسان: 2]. وقال الشاعر:

4540ـ مُهَفْهَفَةٌ بيضاءُ غيرُ مُفاضَةٍ تَرائِبُها مَصْقُولةٌ كالسَّجَنْجَلِ

وقال:

4541ـ والزَّعْفَرانُ على ترائبِها شَرِقَتْ به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ

وقال أبو عبيدة: "جمع التَّريبة تريب". قال:

4542ـ ومِنْ ذَهَبٍ يَذُوْبُ على تَرِيْبٍ كلَوْنِ العاجِ ليس بذي غُضونِ

وقيل: الترائبُ: التَّراقي. وقيل: أضلاعُ الرجلِ التي أسفلَ الصُّلْب. وقيل: ما بين المَنْكِبَيْن والصَّدْرِ. وعن ابن عباس: هي أطرافُ المَرْءِ يداه وِرجْلاه وعيناه. وقيل: عُصارةُ القلبِ. قال ابن عطية: "وفي هذه الأقوالِ تَحَكُّمٌّ في اللغة".
وقرأ العامَّةُ "يَخْرُج" مبنياً للفاعل. وابنُ أبي عبلة وابن مقسم مبنياً للمفعول. وقرأ أيضاً وأهلُ مكة "الصُّلُب" بضم الصاد واللام، واليمانيُّ بفتحهما، وعليه قولُ العَجَّاج:

4543ـ في صَلَبٍ مِثْلِ العِنانِ المُؤْدَمِ

وتَقَدَّمَتْ لغاتُه في سورة النساء. وأَغْرَبُها "صالِب" كقوله:

4544ـ .............مِنْ صالِبٍ إلى رَحِمٍ .........................