التفاسير

< >
عرض

فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ
٥
-الأعلى

الدر المصون

قوله: { غُثَآءً }: إمَّا مفعولٌ ثانٍ، وإمَّا حالٌ. والغُثاء بتشديد الثاء وتخفيفِها ـ وهو الفصيحُ ـ/ ما يُقَدِّمُه السَّيْلُ على جوانبِ الوادي من النباتِ ونحوِه. قال امرؤ القيس:

4549ـ كأنَّ ذُرا رأسِ المُجَيْمِرِ غُدوةً من السَّيْلِ والغُثَّاء فَلْكَةُ مِغْزَلِ

ورواه الفراءُ "والأَغْثاء" على الجمعِ. وفيه غرابةٌ من حيث جَمَعَ فُعالاً على أفْعال.
قوله: { أَحْوَىٰ } فيه وجهان، أظهرُهما: أنَّه نعتٌ لـ "غُثاء". والثاني: أنه حالٌ من "المَرْعَى". قال أبو البقاء: "قَدَّم بعضَ الصلةِ". قلت: يعني أنَّ الأصلَ أخرجَ المرعى أَحْوى فجعله غثاءً، ولا يُسَمَّى هذا تقديماً لبعضِ الصلةِ. والأحْوى: أَفْعَلُ مِنْ الحُوَّة وهي سَوادٌ يَضْرِبُ إلى الخُضْرة. قال ذو الرَّمة:

4550ـ لَمْياءُ في شَفَتَيْها حَوَّةٌ لَعَسٌ وفي اللِّثاتِ وفي أَنْيابِها شَنَبُ

وقد تقدَّم لك أنَّ بعضَ النحاةِ اسْتَدَلَّ على وجودِ بدلِ الغَلَطِ بهذا البيت. وقيل: خُضرةٌ عليها سوادٌ. والأَحْوى: الظَّبْيُ؛ لأنَّ في ظهره خُطَّتَيْن. قال:

4551ـ وفي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ

ويقال: رجلٌ أَحْوَى وامرأةٌ حَوَّاء. وجَمْعُهما حُوٌّ، نحو: أحمر وحمراءُ وحُمْر.