التفاسير

< >
عرض

وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ
١٢٢
-التوبة

الدر المصون

قوله تعالى: { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ }: "لولا" تحضيضية والمرادُ به الأمر. و "منهم" يجوز أن يكون صفةً لـ"فرقة" وأن يكون حالاً من "طائفة" لأنها في الأصل صفة لها، وعلى كلا التقديرين فيتعلقُ بمحذوف. والذي ينبغي أن يُقال: إنَّ "من كل فرقة" حالٌ من طائفة، و "منهم" صفة لفرقة، ويجوز أن يكونَ "من كل" متعلقاً بـ"نَفَرَ".
وقوله: { لِّيَتَفَقَّهُواْ } في هذا الضمير قولان، أحدهما: أنه للطائفة النافرة على أن المرادَ بالنفور: النفور لطلب العلم، وهو ظاهر. وقيل: الضمير في "ليتفَّقهوا" عائد على الطائفة القاعدة، وفي "رَجَعوا" عائدٌ على النافرة، والمراد بالنفور نفورُ الجهاد، والمعنى: أن النافرين للجهاد إذا ذهبوا بقيت إخوانهم يتعلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقه، فإذا رَجَع الغازون أنذرهم المُعَلِّمون، أي: علَّموهم الفقه والشَّرْع.