التفاسير

< >
عرض

وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ
٨٦
-التوبة

الدر المصون

قوله تعالى: { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ }: "إذا" لا تقتضي تكراراً بوضعها، وإن كان بعضُ الناس فَهِمَ ذلك منها ههنا، وقد تقدَّم ذلك أولَ البقرة وأنشدْت عليه:

2525 ـ إذا وجدْتُ أوارَ الحُبِّ في كَبِدي .......................

وأنَّ هذا إنما يُفْهَمُ من القرائِن لا مِنْ وَضْع "إذا" له.
قوله: { أَنْ آمِنُواْ }، فيه وجهان، أحدهما: أنها تفسيريةٌ لأنه قد تقدَّمها ما هو بمعنى القول لا حروفه. والثاني: أنها مصدريةٌ على حذف حرف الجر، أي: بأنْ آمنوا. وفي قوله: "اسْتَأْذَنَكَ"؛ التفاتٌ من غَيْبة إلى خطاب، وذلك أنه قد تقدَّم لفظُ "رسوله" فلو جاء على الأصل لقيل: استأذنه.