التفاسير

< >
عرض

سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ
١٨
-العلق

الدر المصون

قوله: { ٱلزَّبَانِيَةَ }: قال الزمخشري: "الزَّبانية في كلامِ العربِ: الشُّرَطُ، الواحد زِبْنِيَة كعِفْرِية، مِنْ الزَّبْن وهو الدفعُ. وقيل: زِبْنيّ وكأنه نُسِبَ إلى الزَّبْن، ثم غُيِّر للنَّسَبِ، كقولهم: إمْسيّ وأصلُه زَبانيّ فقيل: زبانِيَة على التعويض" وقال عيسىٰ بن عمر والأخفش: "واحدُهم زابِن: وقيل: لا واحدَ له مِنْ لفظِه كعَباديد وشماطيط" والحاصلُ أنَّ المادةَ تَدُلُّ على الدَّفْعِ قال:

4610ـ مطاعيمُ في القُصْوى مطاعينُ في الوغَى زبانيَةٌ غُلْبٌ عِظامٌ حُلُومُها

وقال آخر:

4611ـ ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرىٰ مِنْ أناتِنا ولو زَبَنَتْه الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ

وقال عتبة: "وقد زبَنَتْنا الحربُ وزبَنَّاها" ومنه الزُّبون لأنَّه يُدْفع مِنْ بائعٍ إلى آخر. وقرأ العامَّة "سَنَدْعُ" بنونِ العظمة ولم تُرْسَمْ بالواو، وقد تقدَّم نظيرُه نحو: "يَدْعُ الداعِ". وقرأ ابنُ أبي عبلة "سَيُدْعىٰ الزبانيةُ" مبنياً للمعفولِ ورَفْعُ الزَّبانية لقيامِها مقامَ الفاعل.