التفاسير

< >
عرض

لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ
١
-البينة

الدر المصون

قوله: { مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ }: متعلِّقٌ بمحذوفٍ، لأنه حالٌ مِنْ فاعل "كفروا".
قوله: { وَٱلْمُشْرِكِينَ }: العامَّةُ على قراءةِ" المشركين" بالياء عطفاً على "أهل" قَسَّمَ الكافرين إلى صِنْفَيْن: أهلِ كتابٍ ومشركين. وقرئ "والمشركون" بالواو نَسَقاً على "الذين كفروا".
قوله: { مُنفَكِّينَ } خبرُ يكون. ومُنْفَكِّينَ اسمُ فاعلٍ مِنْ انْفَكَّ. وهي هنا التامَّةُ، فلذلك لم يَحْتَجْ إلى خبرٍ. وزعم بعضُهم أنها هنا ناقصةٌ وأنَّ الخبرَ مقدرٌ تقديره: منفكِّين عارفين أَمْرَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. قال الشيخ: "وحَذْفُ خبرِ كان [وأخواتِها] لا يجوزُ اقتصاراً ولا اختصاراً، وجعلوا قولَه:

4612- .................. يَبْغي جِوارَكِ حينَ ليسَ مُجِيرُ

أي: في الدنيا ضرورةً" قلت: وَجْهُ مَنْ منع ذلك أنه قال: صار الخبرُ مطلوباً من جهتَيْن: مِنْ جهة كونِه مُخْبَراً به فهو أحدُ جُزْأي الإِسناد، ومِنْ حيث كونُه منصوباً بالفعلِ. وهذا مُنْتَقَضٌ بمعفولَيْ "ظنَّ" فإنَّ كلاًّ منهما فيه المعنيان المذكوران، ومع ذلك يُحْذَ‍فان - أو أحدُهما - اختصاراً، وأمَّا الاقْتصارُ ففيه خِلافٌ وتفصيلٌ مر‍َّ تفصيلُه في غضونِ هذا التصنيفِ.
قوله: { حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ }: متعلقةٌ بـ"لم يكنْ" أو بـ"مُنْفَكِّين".