{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ} الشأن الأمر، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد هو وجميع الخلق، ولذلك قال في آخرها: وما تعملون من عمل بمخاطبة الجماعة، ومعنى الآية: إحاطة علم الله بكل شيء {وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ} الضمير عائد على القرآن وإن لم يتقدم ذكره لدلالة ما بعده عليه، كأنه قال: ما تتلو شيئاً من القرآن، وقيل: يعود على الشأن، والأول أرجح، لأن الاضمار قبل الذكر تفخيم للشيء {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} يقال: أفاض الرجل في الأمر إذا أخذ فيه بجدّ {وَمَا يَعْزُبُ} ما يغيب {مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} وزنها والذرة صغار النمل، قال الزمخشري: إن قلت لم قدمت الأرض على السماء بخلاف سورة سبأ؟ فالجواب: أن السماء تقدمت في سبأ لأن حقها التقديم، وقدمت الأرض هنا لما ذكرت الشهادة على أهل الأرض {وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ} من قرأهما بالفتح فهو عطف على لفظ مثقال، ومن قرأهما بالرفع فهو عطف على موضعه أو رفع بالابتداء.