التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
٣
-الرعد

التسهيل لعلوم التنزيل

{ مَدَّ ٱلأَرْضَ } يقتضي أنها بسيطة لا مكورة، وهو ظاهر الشريعة، وقد يترتب لفظ البسط والمدّ من التكوير؛ لأن كل قطعة من الأرض ممدودة على حدتها، وإنما التكوير لجملة الأرض { رَوَٰسِىَ } يعني الجبال الثابتة { زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } يعني صنفين من الثمر: كالأسود والأبيض، والحلو والحامض، فإن قيل: تقتضي الآية أنه تعالى خلق من كل ثمرة صنفين، وقد خلق من كثير من الثمرات أصنافَ كثيرةً، والجواب: أن ذلك زيادة في الاعتبار، وأعظم في الدلالة على القدرة، فذكر الاثنين، لأن دلالة غيرهما من باب أولى، وقيل: إن الكلام تم في قوله: { وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ } ثم ابتدأ بقوله: { جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ } يعني الذكر والأنثى والأول أحسن { يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ } أي يلبسه إياه فيصير له كالغشاء، وذلك تشبيه.