{وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ} الآية: يعني الأولين والآخرين من الناس، وذكر ذلك على وجه الاستدلال على الحشر الذي ذكر بعد ذلك في قوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ} لأنه أذا أحاط بهم علماً لم تصعب عليه إعادتهم وحشرهم، وقيل: يعني من استقدم ولادة وموتاً ومن تأخر، وقيل: من تقدم إلى الإسلام ومن تأخر عنه {وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَٰنَ مِن صَلْصَٰلٍ} الإنسان هنا هو: آدم عليه السلام، والصلصال: الطين اليابس الذي يصلصل أي يصوت وهو غير مطبوخ، فإذا طبخ فهو فخار {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} الحمأ: الطين الأسود، والمسنون المتغير المنتن، وقيل: إنه من أَسِنَ إذا تغير، والتصريف يردّ هذا القول، وموضع من حمأ صفة لصلصال: أي صلصال كائن من حمأ.