{أَصْحَٰبُ ٱلحِجْرِ} هم ثمود قوم صالح، الحجر واديهم هو بين المدينة والشام {ٱلْمُرْسَلِينَ} ذكره بالجمع وإنما كذبوا واحداً منهم، وفي ذلك تأويلان أحدهما أن من كذب واحداً من الأنبياء لزمه تكذيب الجميع؛ لأنهم جاءوا بأمر متفق من التوحيد، والثاني: أنه أراد الجنس كقولك: فلان يركب الخيل، وإن لم يركب إلا فرساً واحداً {وَآتَيْنَٰهُمْ آيَٰتِنَا} يعني الناقة، وما كان فيها من العجائب {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً} النحت: النقر بالمعاويل وشبهها من الحجر والعود وشبهه ذلك وكانوا ينقرون بيوتهم في الجبال {ءَامِنِينَ} يعني آمنين من تهدم بيوتهم لوثاقتها، وقيل: آمنين من عذاب الله {إِلاَّ بِٱلْحَقِّ} يعني أنها لم تخلق عبثاً.
{فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ} قيل: إن الصفح الجميل هو الذي ليس معه عقاب ولا عتاب، وفي الآية مهادنة للكفار منسوخة بالسيف.