{ وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَٰهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ } أي كما أنمناهم، كذلك بعثناهم ليسأل بعضهم بعضاً، واللام في ليتساءلوا لام الصيرورة { قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } هذا قول من استشعر منهم أن مدة لبثهم طويلة، فأنكر على من قال يوماً أو بعض يوم، ولكنه لم يعلم مقدارها فأسند علمها إلى الله. { فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ } الوّرِق: الفضة، وكانت دراهم تزودوها حين خروجهم إلى الكهف، ويستدل بذلك على أن التزود للمسافر أفضل من تركه، ويستدل ببعث أحدهم على جواز الوكالة، فإن قيل: كيف اتصل بعث أحدهم بتذكر مدة لبثهم؟.
فالجواب أنهم كانوا قالوا: ربكم أعلم بما لبثتم، ولا سبيل لكم إلى العلم بذلك، فخذوا فيما هو أهم من هذا وأنفع لكم فابعثوا أحدكم { إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ } قيل: أنها طرسوس { أَزْكَىٰ طَعَاماً } قيل: أكثر، وقيل: أحل، وقيل: إنه أراد شراء زبيب، وقيل: تمر { وَلْيَتَلَطَّفْ } في اختفائه وتحيله { إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ } أي: إن يظفروا بكم يقتلوكم بالحجارة، وقيل: المعنى يرجموكم بالقول، والأول أظهر.