التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
٦١
قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٦٢
فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ
٦٣
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ
٦٤
وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ
٦٥
ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ
٦٦
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
٦٧
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٦٨
وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ
٦٩
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ
٧٠
قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ
٧١
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ
٧٢
أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ
٧٣
قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
٧٤
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ
٧٥
أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ
٧٦
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ
٧٧
ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ
٧٨
وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
٧٩
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
٨٠
-الشعراء

التسهيل لعلوم التنزيل

{ تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ } وزن تراء تفاعل، وهو منصوب من [الرؤية]، والجمعان جمع موسى وجمع فرعون، أي رأى بعضهم بعضاً { فَٱنفَلَقَ } تقدير الكلام فضرب موسى البحر فانفلق { كُلُّ فِرْقٍ } أي كل جزء منه والطود الجبل، ورُوي أنه صار في البحر اثنا عشر طريقاً، لكل سبط من بني إسرائيل طريق { وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } يعني بالآخرين فرعون وقومه، ومعنى { أَزْلَفْنَا }: قربناهم من البحر ليغرقوا، وثم هنا ظرف يراد به حيث انفلق البحر وهو بحر القلزم [الأحمر] { مَا تَعْبُدُونَ } إنما سألهم مع علمه بأنهم يعبدون الأصنام ليبين لهم أن ما يعبدونه ليس بشيء، ويقيم عليهم الحجة { قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً } إن قيل: لم صرحوا بقولهم نعبد، مع أن السؤال وهو قوله: { مَا تَعْبُدُونَ } يغني عن التصريح بذلك، وقياس مثل هذا الاستغناء بدلالة السؤال كقوله: { مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ } [النحل: 30] قالوا: { خَيْراً } [النحل: 30]، فالجواب أنهم صرحوا بذلك على وجه الافتخار والابتهاج بعبادة الأصنام، ثم زادوا قولهم: { فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ } مبالغة في ذلك { بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا } اعتراف بالتقليد المحض { إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } استثناء منقطع وقيل: متصل لأن في آبائهم من عبد الله تعالى: { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أسند المرض إلى نفسه وأسند الشفاء إلى الله تأدباً مع الله.