التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
٧
فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨
-النمل

التسهيل لعلوم التنزيل

{ آنَسْتُ } ذكر في [طه: 11] وكذلك قبس: [طه: 12]، والشهاب: النجم شبَّه القبس به، وقرىء بإضافة شهاب إلى قبس وبالتنوين على البدل أو الصفة، فإن قيل: كيف قال هنا: { سَآتِيكُمْ } وفي الموضع الآخر: { لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ } [طه: 10، القصص: 29]؛ والفرق بين الترجي والتسويق أن التسويق متيقن الوقوع بخلاف الترجي؟ فالجواب أنه قد يقول الراجي: سيكون كذا؛ إذا قوي رجاؤه { تَصْطَلُونَ } معناه: تستدفئون بالنار من البرد، ووزنه تفعلون، وهو مشتق من صلى بالنار والطاء بدل من التاء { أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ } { أَن } مفسرة، و{ بُورِكَ } من البركة، و{ مَن فِي ٱلنَّارِ }: يعني من في مكان النار { وَمَنْ حَوْلَهَا }: من حول مكانها: يريد الملائكة الحاضرين وموسى عليه السلام، قال الزمخشري: والظاهر أنه عام في كل من كان في تلك الأرض، وفي ذلك الوادي وما حوله من أرض الشام { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } يحتمل أن يكون مما قيل في النداء لموسى عليه السلام، أو يكون مستأنفاً وعلى كلا الوجهين قصد به تنزيه الله مما عسى أن يخطر ببال السامع من معنى النداء، أو في قوله: { بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ } لأن المعنى نودي أن بورك من في النار، إذ قال بعض الناس فيه ما يجب تنزيه الله عنه.