{ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا } يقولون هذا إذا دخلوا جهنم، فقولهم مستقبل ذكر بلفظ الماضي، ومعنى اللذين أضلانا: كل من أغوانا من الجن والإنس، وقيل: المراد ولد آدم الذي سن القتل وإبليس الذي أمر بالكفر والعصيان، وهذا باطل لأن ولد آدم مؤمن عاصي، وإنما طلب هؤلاء من أضلهم بالكفر { تَحْتَ أَقْدَامِنَا } أي في أسفل طبقة من النار { ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، استقاموا على قولهم: ربنا الله، فصح إيمانهم ودام توحيدهم وقال عمر بن الخطاب: المعنى استقاموا على الطاعة وترك المعاصي، وقول عمر أكمل وأحوط، وقول أبي بكر أرجح لما روى أنس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية وقال: قد قالها قوم كفروا فمن مات عليها فهو ممن استقام" ، وقال بعض الصوفية: معنى استقاموا أعرضوا عما سوى الله، وهذه حالة الكمال على أن اللفظ لا يقتضيه { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } يعني عند الموت { وَلَكُمْ فِيهَا } الضمير للآخرة { مَا تَدَّعُونَ } أي ما تطلبون.