{ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ } خطاب للناس وقرنائهم من الشياطين { مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ } أي قد حكمت بتعذيب الكفار فلا تبديل لذلك، وقيل: معناه لا يكذب أحد لدي لعلمي بجميع الأمور، فالإشارة على هذا إلى قول القرين ما أطغيته { وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } الفعل مسند إلى جهنم، وقيل: إلى خزنتها من الملائكة، والأول أظهر واختلف هل تتكلم جهنم حقيقة أو مجازاً بلسان الحال؟ والأظهر أنه حقيقة، وذلك على الله يسير، ومعنى قوله: { هَلْ مِن مَّزِيدٍ } إنما تطلب الزيادة وكانت لم تمتلئ. وقيل: لا مزيد أي ليس عندي موضع للزيادة، فهي على هذا قد امتلأت والأول أظهر وأرجح، لما ورد في الحديث "لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد حتى يلقى فيها الجبار قدمه" ، وفي الحديث كلام ليس هذا موضعه، والمزيد يحتمل أن يكون مصدراً كالمحيض أو اسم مفعول فإن كان مصدراً فوزنه مفعل، وإن كان اسم مفعول فوزنه مفعول.