التفاسير

< >
عرض

مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ
١١
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ
١٢
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ
١٣
عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ
١٤
عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ
١٥
-النجم

التسهيل لعلوم التنزيل

{ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } أي ما كذب فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم ما رآه بعينه، بل صدق بقلبه أن الذي رآه بعينه حق، والذي رأى هو جبريل، يعني حين رآه بمقدار ملأ الأفق، وقيل: رأى ملكوت السمٰوات والأرض، والأول أرجح لقوله: { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } وقيل: الذي رآه هو الله تعالى، وقد أنكرت ذلك عائشة، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنَّى أراه؟ { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } هذا خطاب لقريش، والمعنى أتجادلونه على ما يرى، وكانت قريش قد كذبت لما قال إنه رأى ما رأى { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } أي لقد رأى محمد جبريل عليهما الصلاة والسلام مرة أخرى وهو ليلة الإسراء، وقيل: ضمير المفعول لله تعالى، وأنكرت ذلك عائشة، وقالت: "من زعم أن محمداً رأى ربه ليلة الإسراء فقد أعظم الفرية على الله تعالى" { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } هي شجرة في السماء السابعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثمرتها كالقلال وورقها كآذان الفيلة" ، وسميت سدرة المنتهى؛ لأن إليها ينتهي علم كل عالم، ولا يعلم ما وراءها إلا الله تعالى. وقيل: سميت بذلك لأن ما نزل من أمر الله يلتقي عندها، فلا يتجاوزها ملائكة العلو إلى أسفل، ولا يتجاوزها ملائكة السفل إلى أعلى { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } يعني أن الجنة التي وعدها الله عباده هي سدة المنتهى، وقيل: هي جنة أخرى تأوي إليها أرواح الشهداء، والأول أظهر وأشهر.