التفاسير

< >
عرض

وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ
٢٥
فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ
٢٦
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
٢٧
قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ
٢٨
قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
٢٩
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ
٣٠
-القلم

التسهيل لعلوم التنزيل

{ وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ } في الحرد أربعة أقوال: الأول أنه المنع، الثاني أنه القصد، الثالث أنه الغضب، الرابع: أن الحرد اسم للجنة، و{ قَادِرِينَ } يحتمل أن يكون من القدرة، أي قادرين في زعمهم أو من التقدير: بمعنى التضييق أي ضيقوا على المساكين { إِنَّا لَضَآلُّونَ } أي أخطأنا طريق الجنة. قالوا ذلك لما لم يعرفوها، فلما عرفوها ورأوا ما أصابها قالوا: { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } أي حرمنا الله خيرها { قَالَ أَوْسَطُهُمْ } أي خيرهم وأفضلهم ومنه: أمة وسطاً، أي خياراً: { لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ } أي تقولون: سبحان الله، وقيل: هو عبارة عن طاعة الله وتعظيمه، وقيل: أراد الاستثناء في اليمين كقولهم: إن شاء الله. والأول أظهر لقولهم بعد ذلك { سُبْحَانَ رَبِّنَآ }. والمعنى أن هذا الذي هو أفضلهم كان قد حضهم على التسبيح { يَتَلاَوَمُونَ } أي يلوم بعضهم بعضاً على ما كانوا عزموا عليه من منع المساكين، أو على غفلتهم عن التسبيح بدليل قوله: { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ }.