التفاسير

< >
عرض

وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً
١٠
وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً
١١
إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً
١٢
وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً
١٣
يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً
١٤
-المزمل

التسهيل لعلوم التنزيل

{ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } أي على ما يقول الكفار. والآية منسوخة بالسيف، وقيل: إنما المنسوخ المهادنة التي يقتضيها قوله: { وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } وأما الصبر فمأمور به في كل وقت { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ } هذا تهديد لهم، وانتصب المكذبين على أنه مفعول معه أو معطوف { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ } أي التنعم في الدنيا، وروي أن الآية نزلت في بني المغيرة وهم قوم من قريش كانوا متنعمين في الدنيا { أَنكَالاً } جمع نِكْل وهو القيد من الحديد. رُوي أنها قيود سود من نار { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ } شجرة الزقوم، ومعنى ذا غصة: أي يغُصُّ به آكلوه، وقيل: هو شوك يعترض في حلوقهم لا ينزل ولا يخرج، ورُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فصعق { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ } أي تهتز وتتزلزل والعامل في يوم معنى الكلام المتقدم وهو "إن لدينا أنكالاً" { وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً } الكثيب كدس الرمل، والمهيل اللين الرخو، الذي تهيله الريح أي تنشره وزنه مفعول، والمعنى أن الجبال تصير إذا نسفت يوم القيامة مثل الكثيب.