{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} هذا وعيد وتهديد، ونزلت الآية في الوليد بن المغيرة باتفاق، وفي معنى {وَحِيداً} ثلاثة أقوال: أحدها: روي أنه كان يلقب الوحيد، أي لا نظير له في ماله وشرفه، وكونه وحيداً نعمة عددها الله عليه، الثاني: أن معناه خلقته منفرداً ذليلاً، الثالث: أن معناه خلقته وحدي، فوحيداً على هذا من صفة الله تعالى، وإعرابه على هذا حال من الضمير الفاعل في قوله: خلقت، وهو على القولين الأولين حال من الضمير المفعول {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً} أي كثيراً، واختلف في مقداره فقيل: ألف دينار، وقيل عشرة آلاف دينار، وقيل: يعني الأرض لأنها مدت {وَبَنِينَ شُهُوداً} أي حضوراً، ورُوي أنه كان له عشرة من الأولاد، وقيل: ثلاث عشرة لا يفارقونه. وأسلم منهم ثلاثة وهم: خالد وهشام وعمار {وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً} أي بسطت له في الدنيا بالمال والقوة وطيب العيش {ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ} أي يطمع في الزيادة على ما أعطاه الله، وهذا غاية الحرص {كَلاَّ} زجر عما طمع فيه من الزيادة {عَنِيداً} أي معانداً مخالفاً، والآيات هنا يراد بها القرآن لأن الوليد قال فيه: إنه سحر، ويحتمل أن يريد الدلائل {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} الصعود العقبة الصعبة، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها عقبة في جهنم، كلما صعدها الإنسان ذاب ثم يعود، فالمعنى سأشق عليه بتكليفه الصعود فيها.