التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ
٢٦
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
٢٧
وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ
٢٨
وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ
٢٩
إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ
٣٠
-القيامة

التسهيل لعلوم التنزيل

{ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } يعني حالة الموت، والتراقي جمع ترقوة وهو عظام أعلى الصدر، والفاعل ببلغت نفس الإنسان دل على ذلك سياق الكلام، وهو عبارة عن حال الحشرجة وسياق الموت { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } أي قال أهل المريض: من يرقيه عسى أن يشفيه؟ وقيل: معناه أن الملائكة تقول: من يرقى بروحه أي يصعد بها إلى السماء؟ فالأول من الرقية وهو أشهر وأظهر، والثاني من الرقيّ وهو العلو { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } أي تيقن المريض أن ذلك الحال فراق الدنيا وفراق أهله وماله { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } هذا عبارة عن شدة كرب الموت وسكراته، أي التفت ساقه على الأخرى عند السياق، وقيل هو مجاز كقوله كشفت الحرب عن ساقها إذا اشتدت، وقيل: معناه ماتت ساقه فلا تحمله، وقيل: التفت أي لفها الكافر إذا كفر، وفي قوله: الساق والمساق ضرب من ضروب التجنيس { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ } هذا جواب إذا بلغت التراقي، والمساق مصدر من السوق كقوله: { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } [آل عمران: 28].