التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ
١١
فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ
١٢
فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ
١٣
مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ
١٤
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ
١٥
كِرَامٍ بَرَرَةٍ
١٦
-عبس

التسهيل لعلوم التنزيل

{ كَلاَّ } ردع عن معاودة ما وقع العتاب فيه { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } فيه وجهان، أحدهما: أن هذا الكلام المتقدّم تذكرة أو موعظة للنبي صلى الله عليه وسلم، والآخر أن القرآن تذكرة لجميع الناس، فلا ينبغي أن يُوثر فيه أحد على أحد، وهذا أرجح لأنه يناسبه: { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ }، وما بعده، وأنّث الضمير في قوله: { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } على معنى القصة أو الموعظة أو السورة أو القراءة، وذكَّرها في قوله: { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } على معنى الوعظ أو الذكرى والقرآن { فَي صُحُفٍ } صفة لتذكرة أي ثابتة في صحف، وهي الصحف المنسوخة من اللوح المحفوظ وقيل: هي مصاحف المسلمين { مَّرْفُوعَةٍ } إن كانت الصحف المصاحف فمعناه مرفوعة المقدار، وإن كان صحف الملائكة فمعناه كذلك، أو مرفوعة في السماء ومطهرة أي منزهة عن أيدي الشياطين { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } هي الملائكة، والسفرة جمع سافر وهو الكاتب؛ لأنهم يكتبون القرآن، وقيل: لأنهم سفراء بين الله وبين عبيده، وقيل: يعني القرَّاء من الناس. والأول أرجح. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة" أي أنه يعمل مثل عملهم في كتابة القرآن وتلاوته، أو له من الأجر على القرآن مثل أجورهم.