التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ
٩
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ
١٠
كِرَاماً كَاتِبِينَ
١١
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
١٢
إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ
١٣
وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
١٤
يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ
١٥
وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ
١٦
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٧
-الانفطار

التسهيل لعلوم التنزيل

{ كَلاَّ } ردع الغرور المذكور قبل، والتكذيب المذكور بعد { بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } هذا خطاب للكفار والدين هنا يحتمل أن يكون بمعنى الشريعة أو الحساب أو الجزاء { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } يعني الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } يعلمون الأعمال لمشاهدتهم لها، وأما ما لا يرى ولا يسمع من الخواطر والنيات والذكر بالقلب فقيل: إن الله ينفرد بعلم ذلك، وقيل إن الملك يجد لها ريحاً يدركها به { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } في هذه الآية وفيما بعدها من أدوات البيان المطابقة والترصيع { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } فيه قولان: أحدهما: أن معناه لا يخرجون منها إذا دخلوها، والآخر: لا يغيبون عنها في البرزخ قبل دخولها لأنهم يعرضون عليها غدواً وعشياً { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } تعظيم له وتهويل، وكررّه للتأكيد والمعنى أنه من شدته بحيث لا يدري أحد مقدار هوله وعظمته.