التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ
١٧
أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ
١٨
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ
١٩
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ
٢٠
-البلد

التسهيل لعلوم التنزيل

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ثم هنا للتراخي في الرتبة لا في الزمان، وفيها إشارة إلى أن الإيمان أعلى من العتق والإطعام، ولا يصح أن يكون للترتيب في الزمان لأنه لا يلزم أن يكون الإيمان بعد العتق. والإطعام ولا يقبل عمل إلا من مؤمن { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } وصّى بعضهم بعضاً بالصبر على قضاء الله، وكأن هذا إشارة إلى صبر المسلمين بمكة على إذاية الكفار { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } أي وصى بعضهم بعضاً برحمة المساكين وغيرهم، وقيل: الرحمة كل ما يؤدي إلى رحمة الله { ٱلْمَيْمَنَةِ } جهة اليمين { ٱلْمَشْأَمَةِ } جهة الشمال، وروي أن الميمنة عن يمين العرش ويحتمل أن يكونا من اليمين والشؤم { نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ } أي مطبقة مغلقة يقال: أوصدت الباب إذا أغلقته وفيه لغتان الهمزة وترك الهمزة.