التفاسير

< >
عرض

إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ
٤
-يونس

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً }؛ أي إلى اللهِ سبحانه رجوعُكم جميعاً، وانتصبَ قولهُ: { جَمِيعاً } على الحالِ، وقوله { وَعْدَ ٱللَّهِ } نُصبَ على المصدرِ؛ أي وعدَ اللهُ وَعداً، والمعنى وعدَ الله البعثَ بعدَ الموتِ وعَداً حقّاً كائناً لا شكَّ فيه.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ }؛ أي يخلقُكم في بطون أمَّهاتِكم نُطَفاً، ثم عَلَقاً ثم مُضغَةً ثم عظاماً، ثم يخرجُكم نَسْماً للتَّمامِ، ثم يُميتكم عند انقضاءِ آجالكم ثم يبعثُكم بعد الموتِ، وفي هذا بيانُ أن خلقَ الشيءِ على الترتيب حالٌ بعد حالٍ أدلُّ على الترتيب من خلقهِ جُملةً واحدة في ساعةٍ واحدة.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ }؛ فيه بيانُ أن البعثَ للجزاءِ؛ لنَجزِيَهم بالعدلِ لئَلاَّ ننقصَ من ثواب محسن، ولا نزيدُ على عقاب مُسِيءٍ، بل يُجازي كُلاًّ على قدر عمله كما قال
{ جَزَآءً وِفَاقاً } [النبأ: 26]. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ }؛ أي من ماءٍ حارٍّ قد انتهى حرُّهُ، { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ }؛ وجيعٌ يخلُصُ وجعهُ إلى قلوبهم، { بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }؛ بالكتُب والرسُل.