قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا }؛ أي قالَ موسى أسْنَدْنَا أمُورَنا إلى اللهِ ووَثِقْنَا به، { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }؛ أي لا تُظهِرْهُم علينا فيَظنُّوا أنَّهم على الحقِّ، فيكون ذلك فتنةً لهم ولغيرِهم. ويقال: يعني لا يمكِنُهم أن يُنْزِلُوا بنَا أمراً لا نطيقُ الصبرَ عليه فننصرفَ به عن الدِّين. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }؛ أي خَلِّصْنَا بطَاعِتكَ من استعبادِهم إيَّانا، فاستجابَ اللهُ دعاءَهم كما ذكرَ من بعدُ.