التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
٨
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
٩
-القارعة

التفسير الكبير

أي خفَّت من الأعمالِ الصالحة فمسكَنهُ ومأواهُ الهاويةُ، يأوي إليها، كما يأوي الولدُ إلى أُمه. وَقِيْلَ: يَهوِي على أُمِّ رأسهِ في النار دَركَةً من دركاتِ النار.
واختلَفُوا في كيفيَّة وزنِ الأعمال، فقال بعضُهم: توزَنُ صحائفُ الحسَنات في كفَّة، وصحائفُ السيِّئات في كفَّة. وقال بعضُهم: يخلقُ الله من الحسَناتِ نوراً يكون علامةً للحسناتِ، فتوضعُ في كفَّة الحسناتٍ، ويخلقُ من السيِّئات ظُلمةً تكون علامةً للسيِّئات، فتوضعُ في كفَّة السيِّئات.
واختلَفُوا فيمَنْ يزنُ الميزانَ، قال بعضُهم: يتولاَّهُ ملَكٌ من الملائكةِ موكَّلٌ بالموازين. وقال بعضُهم: يتولاَّهُ جبريلُ فيَقِفُ بين الكفَّتين ويزنُ الأعمالَ، فمَن رجَحت حسناتهُ على سيِّئاته نادَى بصوتٍ يسمعهُ أهل الموقفِ: الآنَ فلانُ بنُ فلانٍ، سَعِدَ سعادةً لا شقاءَ بعدَها أبداً، ومَن رجَحتْ سيِّئاتهُ على حسناتهِ نادَى الملَكُ بصوتٍ يسمعهُ أهل الموقفِ: الآنَ فلانُ بنُ فلانٍ، شَقِيَ شقاوةً لا سعادةَ بعدَها أبداً.