التفاسير

< >
عرض

قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىۤ أَجَلٍ مُّسَـمًّـى قَالُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
١٠
-إبراهيم

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ }؛ أي في توحيدِ الله شَكٌ، وهذا إنكارٌ من الرسُل عليهم؛ أي لا شكَّ في توحيدِ الله، { فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }؛ أي خالِقِهما فكيف يشُكُّون فيه ودلائلُ وحدانيَّته ظاهرةٌ، { يَدْعُوكُمْ }؛ إلى دينهِ، { لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ }؛ في الجاهليَّةِ، { وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىۤ أَجَلٍ مُّسَـمًّـى }؛ منتهَى آجَالِكم، فلا يعذِّبُكم بعذاب الاستئصال.
وأما دخولُ (مِنْ) في قولهِ { مِّن ذُنُوبِكُمْ } فيجوزُ أن تكون للجنسِ، كما في قوله
{ { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ } [الحج: 30]، ويجوزُ أن تكون للتبعيضِ؛ أي ليغفرَ لكم بعضَ ذُنوبكم، فادْعُوا اللهَ وارغَبُوا إليه في مغفرةِ الذُّنوب كلِّها.
قولهُ: { قَالُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا }؛ أي قالت الأُمَمُ لرُسُلِهم: هل أنتم إلاّ آدميُّون مثلُنا لا فضلَ لكم علينا، { تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا }؛ تَمْنَعُونَا، { عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا }؛ من الأصنامِ، { فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }؛ فَأْتُوا بحجَّة واضحةٍ بيِّنة، يعنون الآياتِ التي كانوا يقتَرحونَها على أنبيائهم.