التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٤١
ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٤٢
-النحل

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ }؛ قال ابنُ عبَّاس: (نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَصُهَيْبٍ وَبلاَلٍ وَأصْحَابهِ الَّذِينَ هَاجَرُواْ إلَى الْمَدِينَةِ مِنْ بَعْدِ مَا عَذبَهُمْ أهْلُ مَكَّةَ).
والمعنَى: والذين هَجَروا أوطانَهم في طاعةِ الله، وسَارُوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم من بعدِ ما ظلَمَهم الكفارُ، { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً }، أرضاً كَرِيمَةً وهي المدينةُ بدلَ أوطانِهم، { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ }؛ لَهم مما أعطينَاهم في الدُّنيا، { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } يعلمُ الكفَّار.
ثُم وَصَفَهم فقال: { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ }؛ يعني على الشَدائِد والعبادات، وصَبَروا عنِ الْمُحَرَّمَاتِ، { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } في طلب الدِّين والدُّنيا.