التفاسير

< >
عرض

وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٨
-النحل

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً }؛ أي وخلَقَ لكم الخيلَ والبغال والحميرَ؛ لتَركَبوها وتتزَيَّنوا بها زينةٌ، فيحصلُ لكم منافعُها، وحُسْنُ منظَرِها للناسِ، كما قال تعالى: { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [الكهف: 46]. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }؛ أي يخلقُ أشياءَ لا تَعرِفُونَها لم يُسَمِّها لكم.
رُوي عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ:
"إنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ أرْضاً بَيْضَاءَ مِثْلَ الدُّنْيَا ثَلاَثِينَ مَرَّةً مَحْشُوَّةً خَلْقاً مِنْ خَلْقِ اللهِ، لاَ يَعْلَمُونَ أنَّ اللهَ يُعْصَى طَرْفَةَ عَيْنٍ قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ أمِنْ وَلَدِ آدَمَ هُمْ؟ قَالَ: ما يَعْلَمُونَ أنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ؟ قَالُواْ: فَأَيْنَ إبْلِيسُ عَنْهُمْ؟ قَالَ: مَا يَعْلَمُونَ أنَّ اللهَ خَلَقَ إبْلِيسَ ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }" .
وهذه الآيةُ مما يُستَدلُّ بها على كراهيةِ لحم الخيلِ على مَذهب أبي حنيفةَ؛ لأنَّ اللهَ تعالى قال في الأنعامِ { { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } [النحل: 5] ولم يذكُرْ في آيةِ الخيل والبغال إلا الركوبَ والزينةَ.