التفاسير

< >
عرض

يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً
٧
-مريم

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: {يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ}؛ معناهُ: إنَّ الله استجابَ لهُ فأوحى إليه: {يٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ} أي نُفَرِّحُكَ {بِغُلاَمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ}؛ لأنَّ الله أحيَا به الإيْمانَ والحكمةَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً} قال الكلبيُّ وقتادةُ: (مَعْنَاهُ: لَمْ نُسَمِّ أحَداً قَبْلَهُ يَحْيَى)، قال ابنُ جبير وعطاء: (لَمْ نَجْعَلُ لَهُ شَبيْهاً وَلاَ مِثْلاً؛ لأنَّهُ لَمْ يَعْصِ وَلاَ يَهِمُّ بمَعْصِيَةٍ). وَقِيْلَ: لَم تلِدِ العواقرُ مِثْلَهُ.
وإنَّما قالَ {مِن قَبْلُ} لأنهُ تعالى أرادَ أن يخلُقَ بَعْدَهُ أفضلَ منه وهو مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَقِيْلَ: إن اللهَ تعالى لَم يُرِدْ بهذا القول جمعَ الفضائلِ كلِّها ليحيَى، وإنَّما أرادَ في بعضِها؛ لأن الخليلَ والكليمَ كانا قبلَهُ، وكانا أفضلَ منهُ.