التفاسير

< >
عرض

بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
٩٠
-البقرة

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ }، أي بئْسَمَا باعُوا به أنفُسَهم من الهدايَا بكتمان صفة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أنَّهم اختارُوا الدُّنيا على الآخرِةِ؛ باعُوا أنفسَهم بأن يكفُروا، { بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ }؛ يعني القُرْآنَ حَسَداً منهم للنبيِّ صلى الله عليه وسلم. وَقِيْلَ: معناه: بئْْسَ الذي اختارُوا لأنفسِهم حتى استبدلوا الباطلَ بالحقِّ؛ والكفرَ بالإيْمانِ. وقَوْلُهُ تَعَالَى: { بَغْياً }؛ أصلُ البغيِ: الْفَسَادُ، يقال: بَغَى الْجُرْحُ إذا أُفْسِدَ. ومعنى قولنا: بَغْياً؛ أي الْبَغْيَ.
وقَوْلُهُ تَعَالَى: { أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ }؛ يعني الكتابَ والنبوةَ على مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم. قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ }، قال قتادةُ: (الْغَضَبُ الأَوَّلُ: حِيْنَ كَفَرُواْ بعِيْسَى وَالإنْجِيْلِ، وَالثَّانِي: حِيْنَ كَفَرُواْ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَالْقُرْآنِ؛ وَاسْتَوْجَبُواْ اللَّعْنَةَ عَلَى إثْرِ اللَّعْنَةِ). وقال السديُّ: (الْغَضَبُ الأَوَّلُ: بعِبَادَتِهِمُ الْعِجْْلَ؛ وَالثَّانِي: كُفْرُهُمْ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَتَبْدِيْلِ صِفَتِهِ).
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }؛ أي وللجاحدين بنبوَّة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم من الناسِ كلِّهم عذابٌ مهينٌ؛ يُهانونَ فيه فلا يُعَزُّونَ.