التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
٢٣
فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ
٢٤
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ
٢٥
قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ
٢٦
-المؤمنون

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ }؛ أي أرسلناهُ إليهم ليدعوَهم إلى عبادَتِنا، { فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عبادةَ غيرهِ. { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ }؛ أي الأشرافُ منهم والرؤساءُ قالوا لسُفائِهم: { مَا هَـٰذَا }؛ الذي يدعوكُم إلى التوحيدِ، { إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ }؛ أي آدَمِيٌّ مثلُكم، { يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ }؛ أي يَتَقَدَّمَ عليكم بدعوَى النبُوَّةِ ليكونَ له الفضلُ عليكم فتكونوا له تَبَعاً، { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ }؛ أن يُرسِلَ إلينا رسولاً مِن عنده، { لأَنزَلَ }؛ أي لأرسلَ { مَلاَئِكَةً }؛ مِن عنده، { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا }؛ بمِثْلِ هذه الدَّعوةِ، { فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ }؛ ولا أرْسَلَ إليهم بشراً، { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ }؛ أي قالوا: ما نوحُ إلاَّ رجلٌ به جُنُونٌ، { فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ }؛ أي فانتَظِروا حتى يَموت فنستريحَ منه.
فلما يَئِسَ من إيْمانِهم؛ { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ }؛ أي أعِنِّي عليهم بتكذيبهم إيَّايَ وجُحُودِهم نبُوَّتِي، والمعنى: انصُرْنِي عليهم بإهلاكِهم جَزَاءً لَهم بتكذيبهم.