التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً
٧٤
-الفرقان

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ }؛ الذُّرِّيَّةُ تكونُ واحداً وجَمعاً، فكونُها الواحد: قَوْلُهُ تَعَالَى: { { رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } [آل عمران: 38]، وكونُها للجمعِ قَوْلُهُ تَعَالَى: { { ذُرِّيَّةً ضِعَافاً } [النساء: 9]. وقوله تعالى { قُرَّةَ أَعْيُنٍ }: يَقُولُونَ: { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا } أرادَ أتقياءَ. وقال مقاتلُ: (مَعْنَاهُ: اجْعَلْهُمْ صَالِحِيْنَ فَنُقَرُّ أعْيُناً بذلِكَ). وقال الحسنُ: (مَا مِنْ شَيْءٍ أقَرَّ لِعَيْنِ الْمُسْلِمِ مِنْ أنْ يَرَى وَلَدَهُ وَوَلَدَ وَلَدِهِ مُطِيْعِيْنَ للهِ).
وقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }؛ أي يُقتدَى بنا في الخيرِ، والمعنى: اجعلنَا صالِحين نأتَمُّ بمن قَبْلَنَا من المسلمينِ حتى يأتَمَّ بنا مَن بعدَنا. قال الفرَّاءُ: (إنَّمَا قَالَ (إمَاماً) وَلَمْ يَقُلْ: أئِمَّةً كَمَا قَالَ:
{ { إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [الشعراء: 16] لِلاثَنَيْنِ، يَعْنِي: إنَّهُ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي يُرِيْدُ بهِ الْجَمِيْعَ). وفي الحديثِ: "مَنْ رُزقَ إيْمَاناً وَحُسْنَ خُلُقٍ فَذاكَ إمَامُ الْمُتَّقِيْنَ"
].