قَوْلُهُ تَعَالَى: {أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ}؛ أي أهلُ هذه الخِصَالِ همُ الذين يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ في الجنَّة بصَبْرِهم على الطاعةِ وعن المعصيةِ وعلى مَكَارِهِ الزَّمان ومِحَنِ الدُّنيا. والغُرْفَةُ هي البناءُ العالِي المرتفعُ، قال مقاتلُ: (يَعْنِي غُرَفَ الْجَنَّةِ). وقال مقاتلُ: (هِيَ غُرْفَةٌ مِنَ الزُّبُرْجَدِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ).
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً}؛ أي وتتلقَّاهمُ الملائكة في تلك الغُرَفِ بالتحيَّة والسَّلامِ مِن اللهِ تعالى. قرأ أهلُ الكوفة (يَلْقَوْنَ) بفتح الياءِ والتخفيف. وقَوْلُهُ تَعَالَى: {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً}؛ أي حَسُنَتْ تلك الغُرَفُ في المستقرِّ والْمُقَامِ.