التفاسير

< >
عرض

إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ
٤
-الشعراء

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }؛ إعلامٌ مِن الله تعالى أنهُ لو أرادَ أنْ يُنَزِّلَ آيةُ تضطَرُّهم إلى الطاعةِ لقَدِرَ على ذلكَ، ولكنهُ لَم يفعلْ؛ لأنه أرادَ منهم إيْمَاناً فيستحقُّون عليه المدحَ والثوابَ، فإذا جاءَ الإلْجَاءُ ذهَبَ الْمَدْحُ وَالثَّوَابُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } أي أذِلاَّءَ مُنقادِين لا يَلْوُونَ أعناقَهم إلى معصيةٍ. قال قتادةُ: (الْمَعْنَى: لَوْ شَاءَ اللهُ لأَنْزَلَ عَليْهِمْ آيَةً يُذلُّونَ بهَا، فَظَلَّتْ جَمَاعَتُهُمْ لَهَا خَاضِعِيْنَ). وَالأعْنَاقُ: الْجَمَاعَاتُ، يقالُ: جاءَنِي عُنُقٌ من الناسِ؛ أي جماعةٌ، ولو كان المرادُ الأعناقُ التي هي الخارجةُ لقال: خَاضِعَاتٌ.