التفاسير

< >
عرض

قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ
٧٢
-النمل

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } أي قل يا مُحَمَّدُ: { عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } أي دَنَا لكم ورَكِبَكُم بعضُ ما تستعجلونَ به من العذاب، لا يجوزُ أن تكونَ (عَسَى) في هذا الموضعِ بمعنى الشَّكِّ، إنَّما هو بمعنى الإيجاب على وجه التَّخويفِ، قال ابنُ عبَّاس: (رَدِفَ لَكُمْ؛ أيْ قَرُبَ لَكُمْ) وَقِيْلَ: حَضُرَ لَكُمْ.
والمعنى: أنَّ الله تعالى أمَرَ نَبيَّهُ صلى الله عليه وسلم أن يقولَ للذين يَسْتَعْجِلُونَ بالعذاب: قد دَنَا لكم بعضُ ما تستعجِلُون، فكان بعضُ الذي دَنَا لهم القتلُ ببَدْرٍ، والقَحْطُ الذي سُلِّطَ عليهم عُقَيْبَ هذه الآيةِ حتى أكَلُوا الْجِيَفَ، والمعنى في { رَدِفَ لَكُم } أي رَدِفَكُمْ، فأدخلَ اللاَّمَ فيه كما أدخَلَها في قولهِ تعالى:
{ { لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } [الأعراف: 154] و { { لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } [يوسف: 43]، قال الفرَّاء: (اللاَّمُ صِلَةٌ زَائِدَةٌ، كَمَا يَقُولُونَ نَقَدْتُهُ ونَقَدْتُ لَهُ).