التفاسير

< >
عرض

وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١١
-القصص

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ }؛ أي قالت أُمُّ موسَى لأُختهِ - واسْمُها مَرْيَمُ -: ابْتَغِي أثَرَهُ وَانظُرِي أين وقعَ؛ لتَعْلَمِي خبرَهُ وإلى مَن صارَ، فذهبَتْ في إثرِ التَّابوتِ، { فَبَصُرَتْ بِهِ }؛ بموسى، { عَن جُنُبٍ }؛ أي عن بُعْدٍ قد أخذوهُ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }؛ أنَّها قد جاءَتْ لتعرِفَ عن خبرهِ.
وقال ابنُ عبَّاس: (الْجُنُبُ أنْ يَسْمُو بَصَرُ الإنْسَانِ إلَى الشَّيْءِ الْبَعِيْدِ وَهُوَ إلَى جَنْبهِ لاَ يَشْعُرُ بهِ) وكانت مُجانبةً لتحديقِ النَّظر إليه كَيلاَ يعلم بما قصدَتْ به. وقال قتادةُ: (كَانَتْ تَنْظُرُ إلَيْهِ كَأَنَّهَا لاَ تُرِيْدُهُ)، وكان يقرأُ (عَنْ جَنْبٍ) بفتحِ الجيم وسُكون النُّون. وقرأ النُّعمان بن سالِم: (عَنْ جَانِبٍ) أي عن ناحيَةٍ { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أنَّها أُخْتُهُ.